قال وزير التعليم العالي والبحث العالمي في حكومة إقليم كردستان إن البعثات تشكل إحدى المبادرات النوعية لحكومة الإقليم بمباركة ودعم قيادته لتجديد حيوية المؤسسات العلمية والأكاديمية بخاصة، وبناء القدرات البشرية وترصينها في كوردستان بعامة. في حين ذكر مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان لشؤون التعليم العالي، أن البعثات الدراسية التي أنجزت مؤخرا، ولدت من رحم الحاجة الحقيقية لقطاعات العمل والإنتاج في الإقليم، مبينا أنها أكدت وفاء التحالف الكردستاني بوعوده الانتخابية.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كردستان، انتهت من الترتيبات الخاصة بنحو 900 بعثة دراسية لكبريات الجامعات العالمية، في إطار برنامج خاص ببناء القدرات، بموجب الإستراتيجية الجديدة التي أقرتها حكومة الإقليم لقطاع التعليم العالي في كانون الأول 2009، ورصدت لها مائة مليون دولار.
إيفاء التحالف الكوردستاني بوعوده
وأضاف المستشار د.جبار قادر أن فكرة هذه البعثات "نشأت من رحم الحاجة الحقيقية للإقليم بعامة وقطاع التعليم العالي والبحث العلمي الكردستاني للمتخصصين في مختلف المجالات المعرفية من الذين أطلعوا على تجارب عالمية متقدمة"، مشيراً إلى أنها تتضمن "إرسال الطلبة إلى كبريات الجامعات العالمية الرصينة لإكمال دراستهم العليا ونيل شهادات الماجستير أو الدكتوراه في تخصصات يحتاجها الإقليم لتنميته."
وأفاد قادر أن هذه المبادرة "كانت من ضمن البرنامج الانتخابي للتحالف الكردستاني، ويضم بنحو أساس الحزبين الرئيسين في الإقليم (الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني) صيف عام 2009″، مبيناً أن تنفيذها “يعد دلالة على حرص التحالف الكردستاني وحكومته على تنفيذ ما تم قطعه من وعود انتخابية للارتقاء بواقع الإقليم نوعياً وتفعيل قدراته”.
وأوضح قادر أن المرشحين "وزعوا على أساس حاجة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتشكيلاتها من الجامعات والهيئات العلمية فضلاً عن حاجة الوزارات الأخرى في الإقليم"، لافتاً إلى أن وزارة التعليم العالي "تولت إكمال متعلقات الفئة الأولى على أن تتولى وزارة التخطيط اختيار مرشحي الفئة الثانية من خلال احتياجات الوزارات والجهات الرسمية في الإقليم”.
وقال المستشار قادر، إن الهدف من وراء هذه المبادرة هو "إعداد ملاكات كفوءة في مختلف مجالات المعرفة لتأمين حاجة مؤسسات حكومة إقليم كردستان وقطاعات العمل والإنتاج فيه"، وتابع كما أن المبعوثين الذين سيكملون دراستهم العليا في كبريات الجامعات العالمية "سينقلون معهم تجربة غنية يمكن أن تسهم في إعادة بناء الإقليم وتنميته".
وأردف قادر قائلا "هنالك هدفاً مهماً من وراء هذه المبادرة يتمثل في إنعاش البحث العلمي الذي لا يمكن حدوث التطور الحقيقي دون التقدم في مضماره"، مستطرداً أن المرحلة الأولى من البرنامج “تغطي أربع سنوات وخصص لها ما يعادل مائة مليون دولار سنوياً على أن يتم تقويمها في نهاية المدة المحددة، لبناء برامج أخرى على أساس نتائجها”.
ومضى المستشار د.جبار قادر قائلا، إن تنفيذ البرنامج "تم من خلال هيئة عليا برئاسة رئيس حكومة إقليم كردستان د.برهم أحمد صالح وعضوية نائب رئيس الوزراء آزاد برواري ووزراء التربية، التخطيط، الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي"، مضيفاً أن هذه الهيئة "قامت بوضع الإستراتيجية الخاصة بالبرنامج وأشرفت على تنفيذها”.
وزاد أن هنالك لجنة "تابعه لمجلس الوزراء أشرفت على الجوانب الإدارية والمالية الخاصة بالبرنامج"، موضحاً أن وزارة والتعليم العالي والبحث العلمي "قامت بعملية الانتقاء والترشيح وإكمال المعاملات ومتابعتها لحين سفر المبعوثين على أن تتابع دراستهم وما يحرزونه من تقدم خلال السنوات التالية علماً أن هنالك تنسيقاً على أعلى درجة بين هذه اللجان، ضماناً لتنفيذ البرنامج بأفضل صورة".
وزاد قادر إن هذا البرنامج "يتجاوب إلى حد كبير مع البرنامج الطموح الذي وضعته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكردستانية خلال العام الأول من عمر الكابينة الحكومية السادسة لبناء القدرات ما يتطلب وجود متخصصين على أعلى مستوى وعلى معرفة واسعة بالتجارب العالمية والتطورات الحاصلة في مجال العلوم والتقنيات في البلدان المتقدمة".
مبادرة نوعية لتجديد حيوية المجتمع
من جانبه قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كوردستان البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين، إن برنامج البعثات الدراسية هو “إحدى المبادرات النوعية البالغة الأهمية لحكومة إقليم كردستان بمباركة ودعم مباشرين من لدن قيادة الإقليم لتجديد حيوية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وبناء قدراته البشرية وترصينها”، مشيراً إلى أنه “حظي بمصادقة برلمان كردستان ضمن الفقرة 15 من قانون موازنة الإقليم لعام 2010 ورصدت له مائة مليون دولار”.
وأضاف أنه يمثل “فرصة ذهبية لأبناء الإقليم من خريجي الجامعات النابهين والمتميزين لإكمال دراستهم العليا الماجستير والدكتوراه في كبريات الجامعات العالمية على وفق احتياجات الإقليم بنحو يوطد العلاقات بين الوسط العلمي والأكاديمي الكردستاني مع نظيره العالمي ويعود بالفائدة على الجهود الرامية للارتقاء بواقع حال الإقليم وتنميته وازدهاره”، مبينا أن برنامج بناء القدرات “يشمل كذلك فعاليات للتدريب ودعم البحث العلمي في إطار الإستراتيجية الجديدة للتعليم العالي التي أقرتها الكابينة الحكومية السادسة خلال كانون الأول 2009″.
وأفاد أن برنامج البعثات الحالي هو “الأول من نوعه الذي تتم فيه المنافسة بآلية عصرية وعادلة ودقيقة وشفافة تراعي الاحتياجات الفعلية من التخصصات العلمية واحتياجات الجامعات لاسيما الفتية وقدرة المتقدم والنقاط التي يحصل عليها من خلال معايير دقيقة معروفة ومعلنة للجميع سواء كانوا مقبولين أو غير مقبولين”، مستدركا أن البرنامج “أتاح للجميع معرفة المعطيات التي تم قبولهم أو عدم قبولهم بموجبها والاعتراض عليها لنيل استحقاقهم”. واستطرد البروفيسور علاء الدين أن هذه المرحلة “شهدت اختيار نحو 900 مرشح من أصل نحو ثلاثة آلاف تقدموا للحصول على بعثة دراسية”، لافتاً إلى أنها “الوجبة الثانية بعد أن أعلنت الوزارة قبل نحو شهرين المرحلة الأولى الخاصة بالأوائل على الأقسام العلمية وتضم 240 مبعوثا لتشجيع طلبة الجامعات على الاستزادة من طلب العلم وتحفيزهم على التفوق للإسهام في بناء مجتمعهم الكوردستاني ورقيه ورفعته”. وتابع أن هنالك “مرحلة ثالثة للبعثات “مخصصة لمنتسبي الوزارات الأخرى ستعلن قريبا”، مضيفا أنها “تضم 300 مبعوث وتديرها وزارة التخطيط الكردستانية”.ومضى وزير التعليم العالي الكردستاني قائلا إن حكومة الإقليم “مهتمة بأمر طلبة البعثات الموجودين خارج البلاد والبالغ عددهم أكثر من 1200 طالب”، مستطردا أنه و”بسبب محدودية ميزانية الحكومة أرسل هؤلاء إلى الخارج برواتب ومخصصات محدودة حينه وواجه معظمهم لاسيما أولئك الذين أرسلوا إلى البلدان الغربية ذات التكاليف الباهظة مصاعب في الدخل”. وتابع أن الوزارة “رفعت طلباً إلى رئاسة مجلس الوزراء التي أضافت بدورها مبلغ 23 مليون دولار إلى مخصصات المبعوثين”، وأردف “من الآن فصاعداً سيتلقى الطلبة المبعوثون سابقا في الدول الغربية 1500 دولار شهرياً بدلا من 900 إما الذين يدرسون في الدول الشرقية ودول العالم الثالث فسيتسلمون 900 دولار شهرياً بدلا من 500″.
ومضى البروفيسور علاء الدين قائلاً، إن طلبة البعثات الجديدة “سيتقاضون رواتب ومخصصات مساوية لاقرانهم المبعوثين من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية واللجنة العليا لتطوير التعليم في رئاسة مجلس الوزراء العراقي”.
وتمنى الوزير البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين للمبعوثين “التوفيق والفلاح في مهمتهم العلمية والبحثية الجديدة”، داعيا إياهم لأن “يكونوا عند حسن ظن أهلهم وذويهم وقبل ذلك مجتمعهم من خلال إكمال متطلبات نيل الشهادات العليا بتفوق ومشاريع من شأنها إعلاء مكانة الإقليم ووضعه على الخارطة العلمية والأكاديمية العالمية
سەر 2016