قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في إقليم كوردستان د. يوسف كوران، ان الدولة العراقية تواجه ازمة حادة في المرحلة الراهنة خصوصا الازمة السياسية، لاسيما انها تفتقر منذ سنوات لمفهوم المواطنة، حيث ان الدولة العراقية تتمثل بأقليات وقوميات ومذاهب متعددة.
وتحدث وزير التعليم العالي د. يوسف كوران، خلال مشاركته في المؤتمر السنوي السادس بجامعة جرمو، والتي انطلقت في (17/04/2016) بمشاركة العشرات من الأساتذة والمختصين والسياسيين، تحت عنوان (تشكيل الأقليات في العراق، ومصير إقليم كوردستان).
وأضاف الوزير خلال كلمه له، ان مشاركة الأكاديميين والمختصين في مناقشة وبحث مصير ومستقبل إقليم كوردستان والاقاليم الأخرى، مهم جدا وواجب على الجامعات ومراكز المفكرين وغيرهم، حيث انها مسالة حساسة وخطيرة ومهمة جدا، ولها علاقة بمستقبل العراق ومستقبل إقليم كوردستان، بغض النظر عن بقائها ضمن العراق او اللجوء الى خيار ثاني، لاسيما ان التوافقات السياسية في العراق تواجه مخاطر عديدة.
وتابع الوزير، ان الدولة العراقية الجديدة، تم بنائها بمشاركة الاكراد والسنة والشيعية، وهو امر واضح، لكن المشاكل القانونية والدستورية لم يتم حسمها وهنالك نقاط عديدة في الدستور معلقة منذ سنوات، خصوصا منها السياسية، ما تولد خطورة كبيرة على مستقبل العراق.
وأوضح د. يوسف كوران، ان نقاط وملفات عديدة لم يتم حلها تخص إقليم كوردستان العراق، منها قضية البيشمركة وما يخص محافظة كركوك، والمناطق التابعة لها، وكنا نمتلك الشرعية منذ عام 1991، سياسيا وفي إدارة الإقليم.
وقال ان جميع المشاكل التي وقع فيها العراق بعد سقوط النظام البائد، كان الدور الكوردي بارز في حلها بالإضافة الى تقريب وجهات النظر والمساهمة الفعالة في تطبيع العلاقات.
وقال وزير التعليم، ان بناء الدولة والوصول الى مستقبل زاهر، تحتاج الى إرادة حقيقية لحل المشاكل، لا ان تسيطر الأغلبية لتهمش الأقليات، ومن الضروري التوافق وحل الإشكاليات السياسية وغيرها ما بين الجميع بالتوازي دون التفكير بالمذهبية والاهم من ذلك الابتعاد عن القرار الصادر من مذهب او جهة واحدة.
وتحدث الوزير د. يوسف كوران خلال كلمته، عن المشاكل العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة العراقية، مبينا ان الإقليم على مدار السنوات الماضية، كانت مستعدة وستبقى على النهج ذاته في حل المشاكل بالحوار وفقا للدستور، بالرغم من المظالم التي وقعت بحق الشعب الكوردي على مدار عشرات السنوات، من الانفال والقصف الكيماوي وعمليات الإبادة الجماعية والتعريب، كانت ساعية في المشاركة في بناء الدولة العراقية، لكن للأسف خلال الحكومات العراقية التي نشأت بعد 2003، لم نصل الى حلول للمشاكل مع بغداد.
وشدد الوزير د. يوسف كوران، على ان الشعب الكوردي لا يقبل التعامل معه كأقلية قومية او غير ذألك، وحرمانه من الحقوق الدستورية والقانونية، مشيرا الى ان الشعب الكوردي له الإرادة والقدرة على تقرير مصيره ومستقبله.
وأوضح د. يوسف كوران ، نحن نريد العيش مع دولة العراقي الفيدرالية والديمقراطية، ونأمل ان لا يتسبب السلطة المركزية في اثارة المشاكل للكورد والأطراف الأخرى.
وتأمل الوزير خلال كلته، ان تكون المناقشات والحوارات خلال المؤتمر فعالة، وان تهدف الى تقوية أواصر التعايش وإرساء الديمقراطية في المجتمع.