أسهم تدخل وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كوردستان العراق، البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين، في تخفيف حدة الاحتقان الذي تعاني منه جامعة السليمانية، ووضع خارطة طريق لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح، بما يعيد الهيبة والاحترام للقيم العلمية والأكاديمية، ويبعد الوسط الجامعي عن التجاذبات والصراع السياسي، ليمارس دوره كنقطة إشعاع وتنوير حضاري وفكري في المجتمع.
فبعد تصاعدت حدة الاحتقان الذي عانت منه جامعة السليمانية، على مدى الأيام التي تلت أحداث يوم 19 نيسان الجاري، وما شهدته الجامعة من حالات انفلات، وتجاوز، واعتصام، وغياب لغة الحوار العقلاني، شارك فيها مختلف الأطراف، من تدريسيين وطلبة وموظفين، كان لا بد لوزير من التدخل لإعادة الأمور إلى سياقها الطبيعي، لاسيما أن بعض ما شهدته الجامعة من أحداث، يمس القيم العلمية والأكاديمية التي تحرص الوزارة على ترسيخها، وفي مقدمتها حرمة الجامعة، واحترام الأستاذ كقيمة عليا في المجتمع، وأجواء الديمقراطية التي تحتم احترام حرية الرأي والمعتقد، والرأي الآخر، والابتعاد عن الصراعات السياسية والتحزب، إيماناً من الوزارة بأن الجامعات مراكز ريادية للإشعاع والتنوير في المجتمع.
من هنا بادر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الكوردستاني، البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين، بإدارة الأزمة، من خلال عقد اجتماع لمجلس جامعة السليمانية، أول أمس الثلاثاء، كرس لمناقشة تطورات الأحداث التي شهدتها الجامعة مؤخراً، والمعالجات اللازمة لها، لانتشالها من حالة الشلل التي عانت منها.. كما التقى الوزير بأطراف الأزمة الأخرى من تدريسيين وطلبة وموظفين، لنزع فتيل التوتر، والوقوف مباشرة على حقيقية مواقف كل طرف.
وتمخض اجتماع مجلس الجامعة، عن جملة قرارات مهمة، أبرزها التأكيد على إدانة ما تعرض له منتسبي جامعة السليمانية من "أشكال العنف"، سواءً داخل أسوار الجامعة أم خارجها، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتعامل مع الأحداث ومسببيها بموجب القانون، ومطالبة الجهات المعنية التحقيق بالأحداث التي حصلت خارج أسوار الحرم الجامعي.
كما شدد المجلس على ضرورة إبعاد الجامعة عن التجاذبات السياسية والصراعات الحزبية، حفاظاً على مكانتها العلمية والأكاديمية، وضرورة استمرار الدوام في كليات الجامعة، بحسب الجداول المحددة في كل قسم علمي.
قرر المجلس أيضاً، تخصيص ساعة من الدوام الرسمي (اليوم الخميس)، للتضامن مع المنتسبين الذين تضرروا في أحداث يوم 19 نيسان الحالي، وإعلان رسالة سلام باسم الجامعة.
وكان مجلس جامعة السليمانية، أصدر يوم السبت الماضي، 23 نيسان الحالي، بياناً بشأن الأوضاع في مدينة السليمانية، وتأثيرها على العملية التدريسية في بعض أقسام كليات الجامعة.
وجاء في البيان، أن مجلس الجامعة يؤكد على استقلالية الجامعة كمؤسسة تعليمية ومعرفية، ويرفض كل أشكال التدخل وانتهاك الحرم الجامعي، ويعبر عن قلقه بشأن الأحداث الأخيرة.
وطالب المجلس في بيانه، جميع الأطراف السياسية بعدم تحويل الجامعة إلى ساحة للصراعات السياسية، مؤكداً عدم إمكان إيقاف العام الدراسي لـ 2400 طالب وطالبة و1300 مدرس جامعي لتحقيق مطالب نسبة محددة من الطلبة، لأن ذلك سيضر بعملية التعليم والامتحانات وقبول الطلبة للعام المقبل.