أشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقيلم كردستان، الأربعاء، بالجهود المبذولة لاستكمال الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق، مبينا أنها تشكل خطوة ضرورية لاصلاح وترصين الواقعين التربوي والتعلمي وتؤمن التواصل المطلوب بين بغداد وأربيل في هذا الشأن.
وأضاف البروفيسور دلاور عبد العزيز علاء الدين خلال حضوره ورشة العمل الخاصة بكتابة المسودة النهائية لثلاثة فصول جديدة من الإستراتيجية أن العراق “يضم طاقات علمية هائلة ينبغي أن تستثمر بنحو أفضل للارتقاء بواقع حال البنية التربوية والتعليمية”، مشيرا إلى أن التواصل بين بغداد وأربيل في هذا المجال هو “سر النجاح وضمان تحقيق الأهداف المنشودة”.
وأوضح خلال الورشة التي أن وزارة التعليم العالي الكردستانية “باشرت بتطبيق خارطة طريق جديدة بمباركة حكومة الإقليم ودعمها تستند إلى ركائز رئيسة من أهمها الضمان النوعي وتأمين متطلبات سوق العمل وتوثيق الصلة مع العالم المتقدم”، منوها إلى أن الوزارة “تؤمن أن العراق مسرحاً كبيرا ومتنوعا وزاخرا بالإمكانيات والطاقات القادرة على النهوض بمتطلبات عملية بناء العراق الجديد وتنميته على أسس حديثة”.
وأفاد البروفيسور دلاور علاء الدين أن المهمة الأصعب أمام لجنة وضع الإستراتيجية تتمثل بـ”سبل وضعها موضوع التطبيق على أرض الواقع”، لافتا إلى أن سر النجاح “يكمن في التواصل والتفاعل بين المتخصصين والمعنيين في بغداد وأربيل لتهيئة الأجواء المناسبة التي تتيح تتطبيق الإستراتيجية”.
وشدد على أن كل تجديد وتطوير “يواجه عقبات عديدة”، لافتا إلى أن الإصرار والتركيز والجهد المخلص الحثيث كفيل بضمات النجاح المطلوب”.
من جانبه قال مستشار وزارة التعليم العالي الكردستانية د.كريم عبدول خلال الورشة إن “أعمالها ستتوزع على محورين أولهما يتعلق بالتربية والآخر بالتعليم العالي لكتابة الفصول الرابع والخامس والسادس من الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق بعد استكمال الفصول الثلاثة الأولى”، مبينا أن الورشة “ستتواصل على مدى ثلاثة أيام”.
إلى ذلك قال مستشار وزارة التربية الاتحادية ورئيس لجنة الخبراء والمستشارين الخاصة بالإستراتيجية د.محسن عبد علي في كلمته بالورشة إن النظام التربوي والتعليمي العراقي كان “محكما ورصينا حتى عام 1980 باعتراف المنظمات الدولية ذات الصلة ومنها اليونسكو”، مستدركا لكنه “تدهور كثيرا من جراء المغامرات الطائشة للنظام السابق وما شهده العراق من عنف ودمار بعد عام 2003″.
وأفاد أن النظامين التربوي والتعليمي “يواجهان تحديات جسيمة تتطلب تكاتف الجهود والطاقات للتصدي لها”، منوها إلى أن المباشرة بإعداد الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق “خطوة مباركة على طريق إحداث النقلة النوعية المطلوبة لاصلاح واقع الحال وتحقيق التكامل المطلوب بين القطاعين التربوي والتعليمي”.
وأضاف أن اللجنة المكلفة بإعداد الإستراتيجية “أنهت كتابة الأهداف والرسالة والفصول الثلاثة الأولى المتعلقة بالمقدمة والسياق المؤسسي والفرص المتاحة”، مشيرا إلى أن الفصول الثلاثة الجديدة “تعنى بالجانب النوعي والتمويل والبحث العلمي وتراعي المرونة والديمومة”.
على صعيد متصل قال مستشار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية د.صلاح النعيمي في كلمته بمستهل الورشسة، إن الإستراتيجية تمثل “حالة متميزة في العراق استثمرت خبرات محلية فضلا عن خبرة المنظمات الدولية المتخصصة”، مضيفا أن المطلوب حاليا هو “زج رؤساء الجامعات والهيئات العلمية ومدراء التربية لتحقيق الترابط المطلوب وضمان تطبيق الإستراتيجية بأفضل صورة”.
يذكر أن الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق حتى عام 2020، تهدف إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسة هي نشر التعليم وتحسين جودته وتحقيق الموائمة مع متطلبات سوق العمل وضبط الإدارة أو الحاكمية.
وقد بدأت جهود وضع هذه الإستراتيجية عام 2006 من خلال لجنة عليا برئاسة نائب رئيس الوزراء د.رافع العيساوي وعضوية وزراء التربية والتعليم العالي والتخطيط في بغداد وأربيل.. بعدم من منظمتي اليونسكو واليونسيف والبنك الدولي.. وانبثقت عن اللجنة العليا لجان للخبراء والمستشارين وأخرى فنية، فضلا عن لجنة إعلامية شكلت مؤخرا ستباشر في إطلاق حملة إعلامية مكثفة للتعريف بالإستراتيجية خلال الشهر المقبل.
وشارك في أعمال الورشة مستشار وزارة التربية الكردستانية زياد عبد القادر، ومجموعة من المتخصصين من وارات التربية والتعليم العالي في بغداد وأربيل