اختتمت في العاصمة الأردنية عمان أعمال ورشة العمل التي نظمتها منظمة التربية والعلوم والثقافة اليونسكو لتطوير المناهج الخاصة بكليات الإعلام العراقية والكردستانية، بمشاركة ممثلين عن وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي الاتحادية والكردستانية وخبراء عالميين.
وكرست جلسات اليوم الختامي للورشة التي أقيمت في معهد الإعلام الأردني للمدة 20- 22 حزيران يونيو الجاري، لمناقشات واسعة ومعمقة لـ"المنهاج النموذجي" الذي اقترحته منظمة اليونسكو لكليات وأقسام الإعلام في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، أسهم فيها غالبية المشاركين من كلية الإعلام في جامعة بغداد وأقسام الإعلام في كلية الآداب جامعة صلاح الدين والمعهد التقني أربيل.
وبرغم إشادة المشاركين بالمنهاج وما اتسم به من شمولية ومرونة، إلا أنهم أشروا عليه جملة ملاحظات منها أنه مطبق بصورة أو بأخرى في كليات وأقسام الإعلام، وأنه لا بد أن يراعي الخصوصية العراقية والكردستانية، وخلوه من التفاصيل الخاصة بالعديد من المفردات التي تضمنها، الدعوة لتضمين المنهاج بعض المواد الضرورية التي يتطلبها العمل الإعلامي الحديث.
وبهذا الشأن أوضح مدير الورشة د.خالد محي الدين أحمد إن هذا المنهاج "وضع أساساً عام 2005 من قبل 16 خبيراً متخصصاً وانه يراجع سنوياً وعدل مرتين آخرهما عام 2007"، مشيراً إلى أن المشاركين "سيدرسون المنهاج بعمق خلال المدة المقبلة كما سيراجعون ما طرح خلال الورشة من ملاحظات ومقترحات ورؤى تمهيداً لعقد اجتماع آخر يضعون من خلاله النقاط على الحروف".
وذكر أن المنهاج المقترح "يمثل المعايير الدنيا التي لتعليم الصحافة والإعلام في 202 دولة منها 22 عربية و34 إسلامية"، مضيفاً أن المقصود منه "مساعدة الدول المهتمة على معرفة أحدث النماذج وأساليب التدريب المعمول بها في كليات الإعلام المتقدمة".
إلى ذلك قال رئيس قسم الإعلام في المعهد التقني أربيل، د.آزاد علي رمضان إن الورشة كانت "جيدة وتم من خلالها التعرف على مجموعة من الخبراء العالميين فضلاً عن الزملاء في كلية الإعلام جامعة بغداد وتبادل الخبرات معهم"، مبيناً أن المنهاج المقترح من قبل اليونسكو "مقارب لما هو مطبق في أقسام الإعلام الكردستانية بنحو عام".
وأضاف رمضان أن الكليات والمعاهد التقنية الكردستانية "تحتاج لمزيد من الدعم لتواكب التطورات العالمية"، منوهاً إلى أن الورشة "شكلت خطوة بهذا الاتجاه".
ورأى التدريسي في قسم الإعلام بكلية الإعلام جامعة صلاح الدين د.مغديد سبان، أن الورشة "كانت مفيدة وأسهمت بإثارة عصف فكري ايجابي وبناء بشأن سبل تطوير أقسام الإعلام الكردستانية والعراقية"، مضيفاً أن المنهاج المقترح "عالي المستوى وأغلب فقراته معتمدة من قبل القسم ما يؤكد أنه يسير بالاتجاه الصحيح".
ورأى رئيس قسم الإعلام في كلية الآداب جامعة صلاح الدين د.رضوان باديني إن الورشة كانت "رائعة حضوراً ومحتوى وعالجت صلب ما يمكن تقديمه من مواد لطلبة أقسام الإعلام"، منوهاً إلى أن النموذج المقترح من قبل اليونسكو "جاء متسقاً مع أفضل مستويات الدراسة في الدول المتقدمة".
واستطرد لكن هذا البرنامج المقترح "يحتاج لبعض الإضافات المهمة التي تلبي خصوصية العراق بعامة وإقليم كردستان بخاصة"، لافتاً إلى أن الوفد الكردستاني "سجل بوضوح المقررات التي عدها ضرورية لتعزيز البرنامج ليكون أكثر ملائمة ومنها تاريخ الصحافة الكردية والعربية واللغة الكردية وغيرها".
من جانبه قال د.رمزي عطايا أحد المشاركين بالورشة من منظمة اليونسكو، والخبير العالمي في مجال تطوير المناهج، إن الورشة كانت "ناجحة لاسيما أنها أثارت نقاشاً معمقاً تعرض للتفاصيل الأساسية الخاصة بمناهج كليات وأقسام الإعلام كشف عما ينبغي متابعته وتطويره للوصول إلى البرنامج النموذجي الذي يؤمن طموحات الجانبين العراقي والأممي"، مضيفاً أن "تقدماً كبيراً أحرز من خلال الورشة سواء من خلال الإطلاع على النموذج المقترح من قبل اليونسكو أم تحديد عناصر القوة والضعف فيه".