التعليم العالي تبدأ بتطبيق خارطة طريق لضمان الجودة وتصنيف الجامعات على الخارطة الأكاديمية العالمية

1 (5).JPG

 شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة إقليم كوردستان الدكتور يوسف كوران، (اليوم الاثنين)، (18/5/2015)، خلال ندوة نظمتها جامعة أربيل التقنية، على ضرورة الاهتمام بالأبحاث العلمية، فضلا عن طرح نقاط متعددة تخص الإصلاح في التعليم العالي، وملفات أخرى للتطوير وإيجاد الحلول لنقاط الضعف والقوة في المستوى الأكاديمي والعلمي في استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الـ 29 في إقليم كوردستان.

تبني الاستراتيجيات العالمية  

قال الدكتور يوسف كوران في الندوة العلمية التي عقدت بمبنى جامعة أربيل التقنية، تحت عنوان ( الخطط والأفكار الجديدة للإصلاح في التعليم العالي والبحث العلمي)، بحضور العشرات من المدراء العامين والمستشارين والاكاديميين والأستاذة، ان" الوزارة بدأت تطبيق خارطة طريق جديدة لضمان الجودة وتصنيف الجامعات على الخارطة الأكاديمية العالمية"، ومستمرة بالعمل في تقديم وتطوير برامج ومفردات وخطط واستراتيجيات جديدة ومتعددة تشمل محاور مختلفة، ونقاط عديدة تخص الجامعات ومستوى الأستاذة والطلبة والمناهج والأبحاث العملية والأكاديمية وغيرها"، بالإضافة الى "النهوض بمستويات التعليم والبحث العلمي وفق منهجية علمية قادرة على مواجهة تحديات العصر والارتقاء بها بما يتفق مع متطلبات التنمية"، فضلا عن "مواكبة التطورات العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي و ضمان الانسجام والتكامل بين اهداف التعليم العالي وبين احتياجات الإقليم من الكوادر العلمية والفنية الكفؤة".

خطط لمنافسات علمية والدخول ضمن الخارطة الاكاديمية الدولية

الوزير كوان قدم طرح كامل لعمل الوزارة خلال الفترة السابقة، والخطط المستقبلية التي تعمل عليها، وقال إن "الوزارة باشرت بتطبيق خارطة طريق جديدة لضمان الجودة وتصنيف الجامعات والهيئات الكوردستانية في إطار سعيها لإيجاد موطئ قدم لها على الخارطة الأكاديمية العالمية"، مشيراً إلى أن "الخطوة الأولى في هذا المجال تتمثل بعزم الوزارة على تطبيق تصنيف وطني للجامعات الحكومية والخاصة في الإقليم يؤمن المنافسة العملية والأكاديمية بينها لتحديد مستوى كفاءة كل واحدة منها، وتحفيزها للارتقاء بإمكانياتها وسد نقاط الضعف وتطوير نقاط القوة فيها". 

ونوه الى ان الوزارة تعمل من خلال البورد الخاص بالتربية والتعليم "الالتزام بالمعايير العالمية، ومنها نظام بولونيا، خطوة لا بد منها لدخول الجامعات والهيئات العلمية الكوردستانية التصنيفات الأكاديمية العالمية الرصينة"، عاداً أن "عالم اليوم لم يعد يتسع للكسالى والخاملين".

يشار الى أن وزراء التعليم العالي الأوروبيون، قد اجتمعوا خلال عام 1999 بمدينة بولونيا الإيطالية بمناسبة مرور تسعمئة عام على إنشاء جامعة بولونيا، وأطلقوا إعلان بولونيا الشهير لإصلاح نظام التعليم العالي الأوربي، في واحدة من أكبر العمليات الإصلاحية في تاريخ التعليم العالي، بهدف توحيد نظام التعليم في أكثر من أربعة آلاف مؤسسة أكاديمية أوربية تخرج أكثر من 12 مليون طالب سنوياً. 

وتابع الوزير كوران ان الانضمام الى نظام بوليونيا خطوة مهمة جدا للوصول الى نقاط مهمة تضمن نوعية وامكانيات وقدرات جامعات الإقليم، منها الاعتراف بشهادات جامعات الإقليم، الوقوع تحت بنود المعايير الدولية الرصينة، وتبني الأنظمة الدولية ونقاط متعددة أخرى، لافتا الى ان ذلك يحتاج الى مراحل لتطبيقها.

تطوير الأبحاث العلمية

شدد الوزير كوران خلال الندوة على "ضرورة الاهتمام بشكل واسع بالأبحاث العلمية"، مشيرا الى ان الجامعات في إقليم كوردستان، لم "تقدم الأبحاث بشكل مطلوب"، داعيا الى "تقديم الأبحاث بطرق حديثة ومتطورة تهدف الى الخدمة العامة". مبينا ان الى الطلبة والاستاذة يفتقرون الى ذلك، خصوصا خلال المرحلة السابقة، وأشار الى ان وفقا للإحصائيات الرسمية الدولية نسبة أبحاث طلبة واستاذة العراق مقارنة بالدول العالم (1 مقابل 33). منوها الى ان عدد البحوث التي تدخل الاحصائيات الدولية قليلة جدا، هذا في وقت ان نسبة البحوث المنتجة ضئيلة أيضا." 

وقال الوزير يوسف كوران، اننا "نركز جدا على ضرورة تطوير الأبحاث بشكل جدي وفعلي، حيث تبين ان كل خمسة باحثين في كوردستان يكتبون بحثا واحدا، فيما كل أستاذ يكتب بحثا واحدة خلال خمسة سنوات، وهذا امر مرفوض تمام يجب التركيز علية والاهتمام به وتطوير ذلك".

وزاد كوران ان، "الاهتمام بالأبحاث العلمية المتنوعة، أهميتها واسعة ومهمة ليس فقط للجامعات بل للمجتمع والفرد أيضا"، لافتا الى ان، "ووفقا لإحصائيات رسمية، لمنظمة (ISI)، ان منذ (2003 -2012) تم انجاز اقل من (3000) بحث علمي على مستوى العراق، وهذه النسبة ضئيلة جدا". 

وتحدث الوزير كوران، عن أبحاث علمية مختلفة أنجزت في دول متعددة، منها على مدار السنوات ذاتها قائلا "تم انجاز (55) ألف بحثا علميا في جمهورية مصر العربية، وفي تركيا (235) ألف بحثا، اما في إيران (156) ألف بحثا، بينما انجز في إسرائيل المقتربة عدد سكانها من إقليم كوردستان، (153) ألف بحثا". 

وفيما يخص انجاز الأبحاث العلمية في إقليم كوردستان قال الدكتور يوسف كوران، ان "مستوى انجاز الأبحاث العلمية في الإقليم ليست بالمستوى المطلوب، ويجب الاهتمام بها بشكل أوسع"، لافتا الى ان "خلال عام 2014، تم انجاز (1378) ألف بحثا في الإقليم، مع ان هنالك سبعة ألف أستاذا.

اللغات وتعديل المناهج لضمان الجودة

وخلال حديث كوران في الندوة شدد على "أهمية الاهتمام وتطوير اللغة الإنكليزية في الجامعات والمعاهدة خصوصا الأستاذة والأكاديميين"، مبينا شروط جديدة للحصول على شهادة الدكتورة، بينها ضمان معرفة اللغة الإنكليزية وتقديم بحثان مهما اثنان على الأقل خلال دراسته، وشروط أخرى متخلفة، تهدف بالنتيجة الى رفع المستوى وضمان الجودة وفقا للمعايير الدولية والأكاديمية والعليمة".

وفيما يخص تغيير او تعديل المناهج الدراسية في الجامعات والمعاهد افاد الوزير كوران انه، "تم تحديد معوقات متعددة وإيجاد الحلول لها، ونسعى الى تطوير نقاط القوة، وسنعمل على دخول نظام بولونيا نهاية 2017، وفقا لما نستطيع من تحقيق ذلك، لافتا الى ان دخول النظام ليس سهلا لكن العمل مستمر علية، مبينا ان الوزارة مصره على ان تصبح الجامعات احدى المنافذ المهمة لحل مشاكل المجتمع والحكومة ورفع المستوى الأكاديمي المعرفي".

وشدد الوزير على "أهمية المخزون المعرفي القومي لدى الجامعات، مبينا انها اهم النقاط التي يجب تبنيها والاعتماد علية، كونها تهدف الى الارتقاء بالواقع العلمي والأكاديمية". وتابع ان هنالك خلل في توزيع وتأهيل مستوى الأستاذة مقارنه بالمستوى العلمي والعالمي، لافتا الى ان الوزارة تتبنى تطوير ذلك، مشيرا الى ان جامعات الإقليم تدخل بعض التصنيفات العالمية التي تصل نسبتها الى 3000 جامعة". 

وخلص الوزير ان ما "يهمنا هو انتاج الجامعات حيث ان أكبر المهام عليها هو الإنتاج المعرفي، مبينا ان الوزارة قدمت الحلول لمعوقات متعددة تصل نسبتها الى 80 %." 

ويحتضن إقليم كوردستان 14 جامعة حكومية، و15 جامعة أهلية، فضلا عن المعاهد والتقنيات. 

فيما بلغ عدد الطلبة في الجامعات الحكومية (106) ألف طالب وطالبة بوجود (7258) أستاذ فضلا عن توفر (579) قسم متنوع في الجامعات الحكومية.