فلاح مصطفى: علاقاتنا مع طهران ليست على حساب أنقرة
لندن: معد فياض:
شدد فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان التي يترأسها نيجيرفان بارزاني، على أن «سياسة حكومة إقليم كوردستان ورؤيتها واضحة.. نحن نريد إقامة علاقات جيدة ومتطورة مع دول الجوار ومع المجتمع الدولي.. علاقات تقوم على أساس التكافؤ والتفاهم والمصالح المشتركة، وعلى التعاون، بما يخدم شعوبنا».
وأوضح مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، التي التقته في لندن خلال افتتاحه للمؤتمر الاستثماري في المجال الزراعي الذي عقد في العاصمة البريطانية أول من أمس، متحدثا عن مرافقته لرئيس حكومة الإقليم في زيارته إلى طهران الأسبوع الماضي، قائلا «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قد فتحت أبوابها واسعة أمام اللاجئين الأكراد عندما تعرضوا للاضطهاد والقتل في عهد النظام السابق، واستقبلت مستشفياتها ضحايا القصف الكيماوي في عمليات الأنفال سيئة الصيت، ونحن لا ننسى هذا، وكجيران هناك الكثير من النقاط والحدود المشتركة، لهذا من الطبيعي أن نعمل على تطوير علاقاتنا السياسية والثقافية والتجارية»، مشيرا إلى «اننا نريد أن نتعايش ونتعامل سلميا مع الجميع».
وعما إذا كانت خطوة تطوير علاقاتهم مع إيران جاءت على حساب العلاقات المتطورة بين إقليم كوردستان شبه المستقل وتركيا قال «إن تطوير علاقات الإقليم مع إيران لا يأتي على حساب تطور علاقاتنا مع الجارة تركيا، ونحن منفتحون على الجميع من أجل بناء وتطوير إقليم كوردستان وبناء مؤسساتنا وتطوير اقتصادنا وازدهار جامعاتنا ومؤسساتنا العلمية وتحقيق رفاهية شعبنا لنقدم له أفضل الخدمات ليتقدم وضعه المعيشي، وأن تكون تجربتنا نقطة انطلاق لمساعدة أبناء شعبنا العراقي، وأن نكون النموذج الناجح في العراق وفي عموم المنطقة»، منبها إلى أن «رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني كان قد رعى في أربيل وبعد عودته من طهران أول مؤتمر لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الإقليم وإيران، لنرى كيفية تقدم العلاقات الاقتصادية ونعمل على تذليل المشاكل التي تعترضنا، لأننا بحاجة إلى بعضنا البعض، فنحن لا نعيش في عزلة، كما أننا لا نملك منافذ بحرية، ومنافذنا تمر عبر تركيا وإيران وسوريا، والأوضاع الآن في سوريا ليست طبيعية، لهذا نحرص على تطوير علاقاتنا مع طهران وأنقرة».
ونفى مصطفى أن «تكون طهران قد تدخلت في شأن الأزمة السياسية العراقية أو ضغطت على بارزاني لتحسين العلاقات بين بغداد وأربيل بسبب الأزمة الحاصلة بينهما»، وقال إن «سياسات الإقليم واضحة، نحن بينا وجهة نظرنا من الوضع السياسي الداخلي، ونحن نؤمن بأن الشؤون السياسية العراقية يجب أن تحل من قبل العراقيين، والعملية السياسية هي شأن عراقي بحت لا يحتاج إلى وساطات خارجية. نحن نريد تطبيق الدستور، وأن نكون شركاء حقيقيين، وتطبيق اتفاقيات أربيل، ولو كانت هناك إرادة حقيقية من قبل الآخرين لحل المشاكل وتنفيذ رزمة الاتفاقيات، وأعني اتفاقيات أربيل، التي تم التوقيع عليها، لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. العملية السياسية في العراق برمتها ليست في مأمن، وإذا كانت جميع الأطراف السياسية غير راضية عن أداء الحكومة والاتجاه الذي تسير فيه فيجب أن تكون هناك إعادة نظر في العملية السياسية، وفي رأيي أن هناك أزمة سياسية حقيقية وسيكون لها تأثير سلبي على مستقبل البلد»، منبها إلى «اننا عملنا وخططنا لأن يكون العراق الجديد فيدراليا ديمقراطيا، وأن نكون شركاء حقيقيين فيه، وهذا ما لم يتحقق للأسف. نحن لدينا مآخذ وملاحظات جادة عن كيفية أداء الحكومة وبالذات أداء رئيس الوزراء في بغداد، ولسنا وحدنا من لنا هذه الملاحظات بل كتلة التحالف الكوردستاني كلها، ورئيس الجمهورية عبر في بيان عن عدم رضاه على أداء رئيس الحكومة الاتحادية وكذلك كتلة العراقية والمجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة وقسم كبير من التحالف الوطني، ونرى أن العملية السياسية تسير بالاتجاه الخاطئ، وهذا ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة استقرار العراقيين جميعهم وبكل مكوناتهم».
إلى ذلك، شدد مصطفى على أن «جميع مذكرات التفاهم التي يوقعها سواء رئيس الإقليم السيد مسعود بارزاني أو رئيس الحكومة هي دستورية تماما، والقادة في الإقليم يضعون نصب أعينهم عند توقيع أي مذكرة تفاهم مع دول أخرى أو شركات مصلحة العراق والعراقيين ككل وليس مصلحة الإقليم فحسب لأننا جزء من العراق. نحن نرى الأمور بهذه الطريقة على عكس بغداد التي تضع العراقيل في طريق تقدم الإقليم من دون أن تفكر في أن تقدم كوردستان يعني تقدم العراق وأن بإمكان أي عراقي الاستفادة من تجربتنا»، منبها إلى أنه «بسبب النجاحات التي تحققت بفضل دعم رئيس الإقليم وتوجيهاته وسياسة وتخطيط رئيس الحكومة ورؤيته الصحيحة للأمور وعمله من أجل مستقبل شعبنا تقوم بغداد بمحاربتنا لإيقاف عجلة تقدمنا، وهذا أمر نرفضه تماما».
يذكر أن هناك 26 ممثلية أجنبية في إقليم كوردستان، بينها 4 عربية، و«هناك طلبات عديدة لافتتاح ممثليات في الإقليم»، حسب إيضاح رئيس دائرة العلاقات الخارجية، الذي أضاف أن «علاقاتنا بدول العالم متوازنة، ولنا علاقات متطورة مع الدول العربية ودول الجوار والمجتمع الدولي، على عكس علاقات بغداد مع محيط العراق الخارجي».